علم فلسطين علم مصر

اساطير و خرافات الولادة الطبيعية

الولادة الطبيعية تجربة متفردة وعميقة الأثر في حياة كل امرأة. رغم ذلك، تحيط بها العديد من الأساطير التي قد تثير القلق والخوف لدى الأمهات، خصوصًا اللواتي يمررن بهذه التجربة لأول مرة. هذه المقالة تهدف إلى توضيح هذه الأساطير وإرشاد الأمهات حول كيفية التعامل مع الولادة الطبيعية بشكل أكثر وعياً وثقة.

تبديد أساطير الولادة الطبيعية

الحوض الضيق يعيق الولادة الطبيعية

واحدة من أشهر الأساطير. الحقيقة هي أن جسم المرأة مصمم للتكيف مع الولادة. في أغلب الحالات، يستطيع الحوض التوسع أثناء الولادة للسماح بمرور الطفل.

الولادة الطبيعية دائمًا مؤلمة للغاية

بالرغم من أن الولادة الطبيعية قد تكون مؤلمة، هناك العديد من تقنيات التخفيف من الألم التي يمكن استخدامها.

الولادة الطبيعية تستغرق وقتًا طويلًا جدًا

مدة الولادة تختلف من امرأة لأخرى وكل تجربة فريدة من نوعها وليس هناك مدة “طبيعية” محددة للولادة.

الولادة القيصرية هي الخيار الأسهل والأكثر أمانًا

كل نوع من أنواع الولادة له مخاطره وفوائده، والولادة الطبيعية غالبًا ما تكون خيارًا آمنًا وصحيًا للأم والطفل لأن الولادة الطبيعية لديها مخاطر أقل لبعض أنواع المضاعفات مقارنة بالولادة القيصرية.

لا يمكن إجراء الولادة الطبيعية بعد القيصرية

العديد من النساء يمكنهن الولادة الطبيعية بنجاح حتى بعد إجراء عملية قيصرية سابقة (VBAC).

لا يمكن التحكم في الألم دون استخدام المسكنات او تدخل طبي

هناك طرق طبيعية عديدة لإدارة الألم مثل التنفس العميق، الحركة، واستخدام الماء.

فور الولادة الطبيعية ستفقدين القدرة على التحكم بالمثانة

هذا ليس صحيحًا بالضرورة. القيام بتمارين كيجل يمكن أن يساعد في استعادة قوة عضلات الحوض.

لا يمكن للنساء ذوات البنية الصغيرة الولادة طبيعيًا

حجم الجسم ليس مؤشرًا دقيقًا للقدرة على الولادة الطبيعية. العديد من النساء الصغيرات البنية يلدن بشكل طبيعي.

أهمية التثقيف حول الولادة الطبيعية

المعرفة هي أداة قوية تمكّن الأمهات من الاستعداد بشكل أفضل للولادة الطبيعية وتعزز ثقتهن في قدراتهن الجسدية والعقلية:

فهم عملية الولادة

التثقيف حول كيفية تطور الولادة الطبيعية يساعد الأمهات على فهم ما يمكن توقعه. هذا يشمل فهم مراحل المخاض والولادة، التعرف على علامات بداية الولادة، وكيفية التعامل مع كل مرحلة.

الوعي بخيارات الولادة

معرفة الخيارات المختلفة المتاحة خلال الولادة، بما في ذلك خيارات تخفيف الألم، وضعيات الولادة المختلفة، والتدخلات الطبية المحتملة.

استراتيجيات إدارة الألم

التعرف على تقنيات مختلفة لإدارة الألم يمكن أن يساعد الأمهات على التحضير لتجربة ولادة أكثر راحة.

التحضير للتعافي بعد الولادة

فهم ما يمكن توقعه في فترة ما بعد الولادة وكيفية التعامل مع التغيرات الجسدية والعاطفية.

تقدير فوائد الولادة الطبيعية

التوعية بالفوائد الصحية للولادة الطبيعية لكل من الأم والطفل، مما يساعد في تكوين قرار مستنير وثقة في هذا الخيار.

الدعم النفسي

التثقيف يساعد الأمهات على تطوير قوة نفسية وتقبل للتحديات التي قد تواجهها خلال الولادة.

تبادل الخبرات مع أمهات أخريات

الانضمام إلى مجموعات الدعم أو الندوات حيث يمكن للأمهات مشاركة تجاربهن ونصائحهن يعزز من الشعور بالمجتمع والدعم.

الاستفادة من الموارد التعليمية

استخدام الكتب، المقالات، الدورات التعليمية، والموارد الإلكترونية يمكن أن يوفر معلومات قيمة وموثوقة حول الولادة الطبيعية.

فوائد الولادة الطبيعية للأم والمولود

الولادة الطبيعية لها العديد من الفوائد المهمة لكل من الأم والمولود، والتي تتعدى الجوانب الفيزيائية لتشمل الجوانب النفسية والعاطفية:

فوائد للأم:

تعافي أسرع: الأمهات اللواتي يمررن بولادة طبيعية غالبًا ما يكون لديهن فترة تعافي أقصر مقارنةً بالولادة القيصرية

خطر أقل للمضاعفات: خطر الإصابة بالعدوى والنزيف أقل في الولادات الطبيعية.

تحفيز الرابطة مع الطفل: الولادة الطبيعية تحفز إفراز هرمون الأوكسيتوسين، الذي يعزز الترابط بين الأم والطفل.

تحسين الصحة العقلية: تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب بعد الولادة نتيجة التعافي السريع والترابط المبكر مع الطفل

فوائد للمولود:

تطوير جهاز المناعة: المرور عبر قناة الولادة يعرض الطفل لبكتيريا مفيدة تعزز مناعته.

تقليل خطر الإصابة بالأمراض الرئوية: الأطفال الذين يولدون طبيعيًا لديهم خطر أقل للإصابة بمشاكل تنفسية.

تحسين التنسيق العضلي والعصبي: الضغط الطبيعي أثناء المرور في قناة الولادة يساعد في استعداد الطفل للتنفس خارج الرحم.

تقوية الروابط العاطفية: الاتصال المباشر بين الأم والطفل بعد الولادة يدعم الترابط العاطفي.

فوائد طويلة الأمد:

للأم: تحسين الصحة الجنسية ووظائف الحوض، وخطر أقل لمضاعفات مستقبلية في الحمل.

للطفل: أدلة تشير إلى أن الأطفال الذين ولدوا طبيعيًا لديهم خطر أقل للإصابة ببعض الأمراض المزمنة في المستقبل.

تقنيات تخفيف الألم خلال الولادة الطبيعية

التخفيف من الألم خلال الولادة الطبيعية يمكن أن يتم من خلال تقنيات متعددة تساعد الأم على الاسترخاء وتسهيل عملية الولادة:

تنفس عميق وتقنيات الاسترخاء: التنفس بعمق يساعد على الاسترخاء ويمكن أن يخفف من حدة الألم. تقنيات التنفس الصحيحة يتم تعلمها في دورات الولادة.

الحركة وتغيير الوضعيات: الحركة خلال المخاض، مثل المشي أو القرفصاء، يمكن أن تساعد في تسريع الولادة وتخفيف الألم.

التدليك: التدليك، خاصةً في منطقة أسفل الظهر، يمكن أن يساعد في تخفيف توتر العضلات والألم.

استخدام الماء (الولادة المائية): الولادة في ماء دافئ يمكن أن تساعد في الاسترخاء وتخفيف الألم.

التركيز والتأمل: استخدام تقنيات التركيز والتأمل يمكن أن يساعد في توجيه انتباهكِ بعيداً عن الألم.

اليوجا والحركات اللطيفة: ممارسة اليوجا خلال الحمل يمكن أن تساعد في الحفاظ على المرونة وتقوية العضلات، مما يسهل عملية الولادة.

العلاج بالروائح (الأروماثيرابي): استخدام الزيوت الأساسية يمكن أن يساعد في خلق بيئة مريحة وتقليل الشعور بالتوتر.

الموسيقى والأصوات المهدئة: الاستماع إلى الموسيقى أو الأصوات المهدئة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في تقليل الشعور بالألم.

التعامل مع التغيرات والغموض

التعامل مع التغيرات والغموض هو جزء لا يتجزأ من تجربة الولادة الطبيعية. هذا الجزء من المقالة يهدف إلى تقديم نصائح حول كيفية الاستعداد للمفاجآت والتكيف مع ظروف الولادة المتغيرة:

تقبل عدم اليقين: فهم أن الولادة قد لا تسير وفقًا للخطة المحددة هو خطوة أولى مهمة. كوني مستعدة لتقبل التغيرات والعمل مع فريق الرعاية الصحية للتكيف مع الظروف كما تتطور.

المرونة في خطة الولادة: أثناء وضع خطتك للولادة، ضعي في اعتبارك البدائل وكوني مرنة في توقعاتك. من المهم مناقشة هذه البدائل مع الطبيب أو القابلة قبل الولادة.

الثقة في فريق الرعاية الصحية: تأكدي من أنكِ تشعرين بالراحة والثقة مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك. الثقة في أنهم سيقدمون لكِ الدعم والتوجيه خلال الولادة يمكن أن يساعد في التقليل من القلق.

التركيز على ما يمكنك التحكم فيه: بدلاً من القلق حول الظروف غير المتوقعة، ركزي على ما يمكنك التحكم فيه، مثل تقنيات التنفس والاسترخاء، والتحضير الذهني والجسدي.

الدعم النفسي: التحدث إلى أمهات أخريات عن تجاربهن يمكن أن يساعد في فهم أن التغيرات والغموض هي جزء طبيعي من عملية الولادة. كما يمكن للدعم العائلي والأصدقاء أن يوفر الطمأنينة.

التدريب على الصبر والتحمل: الولادة تتطلب صبرًا وتحملاً. التدرب على التحمل الذهني والبدني خلال فترة الحمل يمكن أن يكون مفيدًا.

تقبل الخوف كجزء من العملية: من الطبيعي الشعور بالخوف أو القلق. تقبل هذه المشاعر وتحدثي عنها مع فريق الرعاية الصحية للحصول على الدعم اللازم.

الولادة الطبيعية تجربة قوية ومحورية في حياة المرأة. من خلال التثقيف والتحضير، يمكن للأمهات الجدد مواجهة هذه التجربة بثقة وهدوء. تذكري دائمًا أن كل تجربة ولادة فريدة وأن لديك القوة والقدرة على الخوض فيها بشجاعة وثبات.

Responses

الأمومة وما بعدها
×